This is default featured slide 1 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 2 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 3 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 4 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 5 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

اهلا وسهلا بكم

ارائكم تلهمنا
فلا تبخلوا علينا

تشرفنا بزيارتك انت الزائر رقم

الخميس، 26 يوليو 2012

هل كتابة التاريخ من منظور إسلامي كان صحيحا !


الواقعة التاريخية حادثة مفردة تقع مرة واحدة ثم تنقضي ولا تتكرر. وإذا كان الباحثون والمؤرخون يتفقون على وقوع الحادثة فإن تفسيرهم لها وتعليلهم لأسبابها ودوافعها يختلف باختلاف المنهج الذي ينتهجه كل منهم ، متأثراً في ذلك بعقيدته وتكوينه الفكري والثقافي ، وتصوراته التي ينطلق منها في النظر للحياة البشرية ، ودور الإنسان في هذه الأحداث .

ولذلك كانت الدعوة إلى كتابة التاريخ البشري كله ( من زاوية الرصد الإسلامية التي تقيس الإنجاز البشري بالمعيار الرباني ، أي بمدى تحقيق الإنسان لغاية وجوده التي خلقه الله من أجلها .. ؛ لأن هذا التاريخ يقدَّم لنا من زوايا تختلف اختلافاً جذرياً عن زاوية الرصد الإسلامية ، فلزم أن نعيد كتابته ليتناسق مع الرؤية الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فتكون لنا وحدة في التصور تتناسب مع كوننا مسلمين ) .

ولئن كان ذلك ضرورياً بالنسبة للتاريخ البشري عامة - خارج نطاق الأمة الإسلامية - فإن الضرورة أشد والحاجة أكثر دينياً ومنهجياً لإعادة كتابة التاريخ الإسلامي خاصة .

هناك عدة ملاحظات في أكثر من اتجاه ، تجعلنا نلح على ضرورة إعادة كتابة التاريخ الإسلامي :

* فإذا نظرنا إلى المصادر الإسلامية القديمة ، نجد فيها ذخيرة ضخمة من الأخبار والوقائع والروايات ، تصلح زاداً للمتعمق ، ولكنها - بصورتها الراهنة - لا تصلح للقارئ المتعجل الذي يريد خلاصة جاهزة ممحصة ، سهلة الاستيعاب والهضم ..

* وإذا نظرنا ، من ناحية أخرى ، إلى معظم المراجع الحديثة المتأثرة بالمنهج الغربي ، نجدها مكتوبة بصورة جذابة مغرية بالقراءة من ناحية الشكل ، ولكن عيبها من الناحية المنهجية أن أغلبها بعيد عن الأمانة العلمية الواجبة ، ملون تلويناً لتحقيق هدف معين ، تكنّه صدور لا تحب الخير لهذا الدين .

* وسواء أكانت هذه المراجع من تأليف الغربيين مباشرة ، أو من تأليف المتأثرين بالفكر الغربي ، فإن هذا العيب المنهجي الخطير يجعل مراجعهم غير صالحة للاستمداد منها ، ويجعل إعادة النظر فيما تناولته من وقائع وتفسيرات - أمراً بالغ الأهمية ..

* وهناك عيب رئيسي آخر في تلك الكتابات والمناهج بصفة عامة هو التركيز على التاريخ السياسي للمسلمين على حساب مجالات الحياة الإسلامية : العقَدية والفكرية ، والحضارية ، والعلمية والاجتماعية .. إلخ ، وذلك يعطي صورة مشوهة ممسوخة ! وذلك أن تقسيم التاريخ إلى مراحل سياسية ، والحديث عن كل مرحلة ، كأن هناك حدوداً فاصلة في مجرى التاريخ كله تفصل بين عهد وعهد ، وتجعل كل عهد قائماً بذاته - هذا المنهج يقطع التواصل التاريخي بين أجيال هذه الأمة ، كأنما لم تكن أمة واحدة متصلة ، وكأنما لم تكن بالذات هي ( الأمة الإسلامية ) .

* وأمر آخر من أمور الدلالات التاريخية نفتقده حين يغيب عنا المنهج الصحيح لدراسة تاريخ الأمة الإسلامية هو : علاقة أوضاع هذه الأمة - في خصوصيتها التي أخرجها الله من أجلها - بأوضاع البشر على اتساعها ..

ولذلك فحين نعيد التفكير في كتابة التاريخ الإسلامي ينبغي أن نوجه انتباهنا إلى أن التاريخ ليس مجرد أقاصيص تُحكى ، ولا هو مجرد تسجيل للوقائع والأحداث .. إنما يدرس التاريخ للعبرة ، ويدرس للتربية . وكل أمة تصوغ تاريخها بحيث يؤدي مهمة تربوية في حياتها . وهذا ما نفتقده في الكتابات المعاصرة لتاريخنا ! ، التي تشتت ولاء المسلم وتجعله متذبذباً بين الإسلام وتلك الجاهليات التي يبعثها الغربيين والمقلدين لهم .. فينبغي - إذن - كتابة التاريخ الإسلامي بحيث تؤدي مهمة تربوية في تخريج أجيال مسلمة تعرف حقيقة دينها وتتمسك به ، وتعمل على إحيائه في نفوسها وفي واقعها ..

فإذا درسنا فترة الانحسار الاسلامي فيجب أن ننظر فيها إلى جملة من العوامل الداخلية النفسية ، وهي تعطينا الأسباب الحقيقية للانحسار الذي نشأ عن بُعد هذه الأمة عن مصدر قوتها وعزتها ، وعندئذ زال التمكين لها ، وكانت سنة الله في تمكين غيرها لأمد .